معلومات تهمك حول اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج

اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، من أنواع الاضطرابات التي تستدعي مراعاة التعامل مع الشخص المريض سواء في المحيط الأسري أو في العمل، فهو شخص صاحب نمط خاص به، مُتكلف، مُزعج، غير مرن، ويسعى دائمًا للكمال، والإتقان المُغاير للواقع.

نسرد من خلال المقال التالي أبرز معلومات تهمك حول اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، والتي نتطرق فيها إلى تعريف اضطراب الشخصية الوسواسية، أسبابه، المشاكل التي تواجه مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية، وكذلك التطرق إلى الأعراض النفسية والسلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، فضلاً عن عوامل التفرقة بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهري، وطرق العلاج.

إلىك التفاصيل…

ما هو اضطراب الشخصية الوسواسية

اضطراب الشخصية الوسواسية، الذي يتحكم فيه (نمط السعي للكمال)، يُسيطر على صاحبه مجموعة من الأفكار والسلوكيات التي تجعل الآخرين ينفرون منه، وتتشابك تلك الصبغة الرسمية في التعاملات بإزعاج المحيطين بـ(النظام، الترتيب، الإتقان، تفاصيل التفاصيل، والدقة المفرطة)، إلى جانب عدم المرونة وانعدام البحث عن الكفاءة والإنجاز بعيدًا عن التحكمات والسيطرة، والشخص المُصاب بهذا الاضطراب يُسبب لمن حوله معاناة خاصة معه تتمثل في البُعد عن تحقيق الأهداف المرجوة، الشتات، وعدم الرغبة في التواصل معه شخصيًا وعمليًا، مما ينعكس عليه في النهاية بالعزلة والوحدة، وعندما يُعبر عن عواطفه تكون بطريقة حادة، كما يخلُق لذاته مشكلات مع البيئة والمجتمع لا حدود لها، وهذه الأعراض يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار لمعرفة اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج.

ما هي أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية

 أسباب معظم الاضطرابات النفسية غير معروفة بشكل كبير، وللحديث عن أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية، يُمكن إيضاحها في صورة التعرف على عوامل اضطراب الشخصية الوسواسية:

جيني

العامل الجيني أو الوراثي، قد يكون أحد أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية، فقد يكون التاريخ المرضي للعائلة يتخلله إصابة أحد الوالدين، أو الأقارب باضطراب الشخصية الوسواسية، فيما لم تثبت الدراسات فحوى هذا العامل كسبب رئيس.

بيئي

بعض العوامل البيئية قد تنعكس على الأشخاص، خاصة في مرحلة الطفولة، وقد يكون التحكم في سلوك الطفل وتصرفاته، عاملاً في تحكمه مستقبلاً في تصرفات الآخرين، فكما نشأ على التعامل بشدة وعدم مرونة، يواجه هو كذلك المجتمع بنفس السلوك المكتسب منذ الطفولة، وهنا يتداخل معه بقوة عامل التربية.

صدمة 

صدمات الصغر كالنقش على الحجر، فهي كاشفة للعديد من ألغاز الاضطرابات النفسية، ويذهب المتخصصون إلى أن من أسباب اضطراب الشخصية الوسواسية، هو تعرض الشخص في مرحلة مبكرة من عمره إلى صدمة (عاطفية، جنسية، عنف، اعتداء)، أو ما يماثلها من الصدمات النفسية الأخرى.

اجتماعي

المجتمعات المنغلقة على نفسها، سواء بتحكمات العادات أو التقاليد أو التعامل بصورة غير مألوفة، تُسهِم بشكل كبير في زيادة معدلات الإصابة بهذا النوع من الاضطراب، وتنشئة الأطفال في بيت غير منفتح  على المجتمع، وكذلك وجودهم في  بيئات حاضنة  للأفكار المنحصرة تحت وطأة التشديد والسمع والطاعة.

المشاكل التي تواجه مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية

من أبرز المشاكل التي تواجه مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية، هي التشاؤم، تقزيم العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى غياب الثقة، ومن بين المشاكل التي تواجه مصابي اضطراب الشخصية الوسواسية، وتحتاج إلى معرفة اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، ما يلي:

مثالية زائفة.

صاحب اضطراب الشخصية الوسواسية، يلبس وجه المثالية الزائفة، قد ينعكس ذلك على إفقاد المهام المطلوبة قيمتها وسرعة تنفيذها، وتتمثل المثالية الزائفة في اللاءات التالية:

• لا تنازل.
• لا أخطاء.
• لا تهاون.
• لا صداقات.
• لا مفاجآت.

فشل اجتماعي وعملي.

 الفشل غالبًا ما يكون في النهاية مُحصِلة التعامل مع صاحب اضطراب الشخصية الوسواسية، وقد يحدث الفشل نتيجة:

• التعنت.
• الوحدة.
• الانعزال.
• الخِصَام.

عدم إنجاز الأعمال.

• التبرير.
• الانفعال.
• الافتعال.

روتين بلا إنتاجية.

 الروتين، أحد السِمَات التي تُرافق الشخص المُصاب بـ اضطراب الشخصية الوسواسية، وقد يظهر في صورة:

• ساعات عمل طويلة بلا راحة.
• قواعد عمياء للعمل.
• برنامج يومي غير مرن.
• لا وجود للاحتمالات.
• لا مراعاة للظروف الطارئة.
• لا مراعاة لطباع الآخرين ونفسياتِهم.
• ضعف القدرة على اتخاذ القرار.

مُزعِج ومتبلد المشاعر.

 يُلازم اضطراب الشخصية الوسواسية، مظاهر خاصة بالمشاعر والأحاسيس تجاه الآخرين، ومن أمثلة ذلك:

• يُفرِض طباعه ومزاجيته على من حوله.
• مُزعِج للآخرين بسبب تحسسه المواقف بدقة وضمير فطري.
• يسعى لإتمام المهام المكلف بها الآخرين لإرضاء رغباته دون إنجاز حقيقي للأعمال.
• يخشى من المستقبل حرفيًا، ويدخِر الأموال.
• جاد في علاقاته، مشاعره مُتبلِدة، وأحاديثه مُمِلة.
•  رغم استقرار حياته الزوجية، إلا إن الروتين يغلب على الشكل الأسري.

الأعراض النفسية والسلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية

الأعراض النفسية والسلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، التي تظهر على الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الوسواسية، يُمكِن إيضاحها كما يلي:

 الأعراض النفسية

 قد تظهر الأعراض النفسية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، في أحد صور:

• اضطرابات الأكل

يتعرض الشخص المُصاب بـ اضطراب الشخصية الوسواسية إلى اضطرابات الأكل، نتيجة التزامه بروتين العمل لفترات طويلة دون الاهتمام بالتغذية المناسبة.

• الأرق والعصبية

يُعاني المريض من الأرق واضطرابات في النوم، بسبب التفكير المُبالغ فيه في مسؤوليات العمل، وينعكس ذلك على سلوكه بالعصبية وعدم الاكتراث للآخرين.

• الوحدة والاكتئاب

الشخص المُصاب باضطراب الشخصية الوسواسية، مع الوقت يُفضِل الوحدة، ويختار العُزلة أسلوبًا لحياته، بسبب عزوف الآخرين عن التعامل الشخصي معه، مما يؤدي إلى الاكتئاب.

 الأعراض السلوكية

 قد تظهر الأعراض السلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، في أحد صور:

• الموائمة مع التفاصيل

يعقد الشخص المُصاب باضطراب الشخصية القهرية، اتفقًا ضمنيًا وموائمة نفسية مع التفاصيل، بما يشمل قواعد العمل، ومرونة التفاعل مع الأخطاء، وآليات التنفيذ.

• الحدة في التعامل

الحدة، هي أحد السِمَات التي تُمثِل الأعراض السلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، فهو شخص يحتد في طلباته، ويرغب في تنفيذ أوامره بحذافيرها، ولا يعتد إلا بالقيم التي يقتنع بها في التعامل، ويريد تطبيقها على الجميع دون استثناء، وغالبًا ما يكون شخصية غير مرِحة حتى في حدود.

• الاكتناز وقلة الكرم

من الأعراض السلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، اتخاذ ثقافة اكتناز الأموال، والتضييق في المعيشة، وعدم إقراض الآخرين، أو الوقوف بجانبهم ماديًا.

كيف أعرف أني مصاب باضطراب الشخصية الوسواسية

عند ظهور الأعراض السابق ذكرها أو بعضٍ منها، يجب أن تتعرف على اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج في أفضل مستشفى علاج إدمان في الإمارات، وهذا الاضطراب يتم تشخيصه، وعلاجه من قِبل متخصصين في الطب النفسي وعلاج الإدمان.

اضطراب الشخصية الوسواسية وكيفية التعامل معها

اضطراب الشخصية الوسواسية وكيفية التعامل معها، يبدأ بالتكيف النفسي مع المريض، ويُنصح بإتباع بعض الإرشادات التالية:

1. لا تُعنِفه.
2. لا تنعزِل عنه.
3. لا تُشعِره بالنقص.
4. ذكِره بمميزاته.
5. عدِل من سلوكه السلبي بالنقاش.
6. إذا استعصى عليك الأمر.. فتواصل في الحال مع مركز طب نفسي وعلاج إدمان.

اضطراب الشخصية الوسواسية والانضباط الذاتي

اضطراب الشخصية الوسواسية والانضباط الذاتي، يحكمه (التوتر) معظم أوقات العمل، أو في التعامل مع الأسرة، فهي تسعى للكمال من منظور القوة، السيطرة، وتحكيم العقل لا المشاعر على طول الخط، فهو لا يستمتع بحياته، سوى بالتحكم عمليًا في الآخرين.

شاهد فيديو مميز حول: ما هو الواسواس القهري وكيف يمكن علاجة

عوامل التفرقة بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهري.

عوامل التفرقة بين اضطراب الشخصية الوسواسية والوسواس القهري، يُمكِن إيضاح الشخصيتين كما يلي:

1- ممارسة الحياة

• الشخصية الوسواسية: لديه خلل في التفكير، ويُمارس حياته العملية والأسرية بصورة طبيعية.
• الوسواس القهري: تتوقف حياته، لأنه لا يستطيع التفاعل مع مناحي الحياة المختلفة.

2- التكرار والتوتر

• الشخصية الوسواسية: لا يمل من تكرار الأفكار التي تراوده، وربما يجد مُتعة في تكرارها دوريًا.
• الوسواس القهري: يخشى التكرار، ويُعاني من الوسواس والتوتر التي تُسيطر على أفكاره وسلوكياته.

3- الهلاوس

• الشخصية الوسواسية: ليس لديه هلاوس، ظنًا من المُصاب بأنه شخصية مثالية.
• الوسواس القهري: لديه هلاوس وضلالات غير موجودة.

4- المُحرِك

• الشخصية الوسواسية: تُحركه قواعد العمل وانشغاله بتنفيذ المهام اليومية الروتينية بإحكام.
• الوسواس القهري: تتحكم فيه أفكاره وهلاوسه طول الوقت.

5- التأثير على العلاقات

• الشخصية الوسواسية: لا يرغب الآخرين في التعامل معه، بسبب سلوكه التعنيفي والانتقاد والتقليل من حجم إنجازاتهم والإفراط في الحدة وتغليب حِجة العمل بضمير وتفانٍ.
• الوسواس القهري: يتأذى المُصاب بالوسواس القهري أكثر من المحيطين به، لأن حياته تتوقف، ويُحاسِب على (فاتورة أفكاره) بمفرده بنسبة أكبر من الآخرين.

 طلب المساعدة الطبية لا يقتصر فقط على مريض الوسواس القهري، بل لا بد من البحث والتعرف على اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج من خلال طبيب نفسي متخصص.

 تعرف أيضا على :  ما علاج الوسواس القهري الشديد ومضاعفاته؟

كيفية علاج اضطراب الشخصية الوسواسية

كيفية علاج اضطراب الشخصية الوسواسية، يُحدده الطبيب النفسي المختص، والتي قد تحتاج إلى وصف بعض الإرشادات والتوصيات، وربما يتطرق إلى العلاج الدوائي، بالتزامن مع العلاج النفسي، والعلاج السلوكي.. ولإيضاح اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، نُبيِن ما يلي:

العلاج الدوائي

يصف الطبيب المختص، بروتوكول دوائي، بعقاقير تُخفِف من حدة الهوس، وقد يتم وصفها بصورة مؤقتة، بالتوازي مع العلاج النفسي والسلوكي الأكثر فاعلية في اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، ومن بين تلك العقاقير (البروزاك) لتخفيف الأعراض النفسية والسلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية.

العلاج النفسي

يتخلل العلاج النفسي، بالجلسات الفردية، التعرف على الأفكار والسلوكيات التي يُعاني منها مريض اضطراب الشخصية الوسواسية، وقد يتضمن العلاج النفسي أيضًا، ممارسة تمارين الاسترخاء، والتأمل، مثل اليوجا.

العلاج المعرفي السلوكي

تغيير السلوكيات/الأنماط/الدوافع/الأفكار، هو العَرض الأكثر أهمية في مشوار اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج، حيث يتعامل الطبيب المختص مع تلك الأمور، بطريقة سلوكية ومعرفية، للتخلص من لغة تحكمات العقل والروتين والحدة لدى المريض بتغليب لغة المشاعر والتواصل وتذليل الصعاب وإنجاز الأعمال في أجواء من الود والإنسانيات التي توازي الالتزام بالقواعد والفلسفة العملية وتحديد المسؤوليات، دون محاباة أو تجاهل لأساسيات ولوائح العمل، علاوة على إكساب مريض اضطراب الشخصية الوسواسية، مهارات جديدة للتفاعل الأسري، العائلي، ومع جميع المحيطين.

 اختبار الشخصية الوسواسية

اختبار الشخصية الوسواسية، يتم من خلال تشخيص طبيب نفسي مختص، ويتعرض مريض اضطراب الشخصية الوسواسية، للكشف عن الأعراض النفسية والسلوكية لـ اضطراب الشخصية الوسواسية، وتوجد عدة اختبارات معتمدة في الطب النفسي لاختبار الشخصية الوسواسية، يحدد الاستشاري النفسي نوع الاختبار بحسب حالة المريض.

الاسئلة الشائعة

الاكثر عرضه للإصابة بـ اضطراب الشخصية الوسواسية النساء ام الرجال؟

قد تكون النسب مُتقاربة، لكن تركيبة النساء المتسقة مع السعي للكمال، الدقة، وعدم السماح بارتكاب الأخطاء، يجعل النساء الاكثر عرضه للإصابة بـ اضطراب الشخصية الوسواسية عن الرجال.

هل تختلف أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية عند النساء؟

أعراض اضطراب الشخصية الوسواسية النفسية والسلوكية، هي التي تُبرهِن على الإصابة بهذا النوع من الاضطراب سواء للنساء أو الرجال، وقد تختلف نسبيًا في ظهورها بحسب الحالة ومدة الاضطراب.

اضطراب الشخصية الوسواسية والزواج.. هل هناك حل للعلاج؟

هناك دائمًا أمل.. هناك دائمًا حل، فكلما تم التشخيص والتعامل مع اضطراب الشخصية الوسواسية مُبكرًا، كلما أسهم ذلك في خطوات العلاج، فالشخصية الوسواسية والزواج تتعامل بمثالية دون مشاعر، ولا تحتاج إلى صِدام أو مواجهة مباشرة، بل إلى تواصل من نوع خاص ينطوي على تغيير الأفكار والسلوكيات.

هل يمكن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية؟

بكل تأكيد.. ويُنصح بالتواصل الفوري مع طبيب نفسي مختص، لتشخيص الحالة، والتخلص من آثار اضطراب الشخصية الوسواسية، حتى لا يتفاقم الأمر إلى مشكلات عقلية.

هل تختلف طرق علاج اضطراب الشخصية الوسواسية في المنزل عن المصحات؟

 إمكانيات مصحات الطب النفسي وعلاج الإدمان، تختلف جذريًا عن علاج اضطراب الشخصية الوسواسية في المنزل، ولكن قد يكون العلاج بالمنزل جزءًا من خطوات العلاج في مرحلة لاحقة، أو بحسب تشخيص الطبيب ووصفه للعقاقير الطبية والبرنامج النفسي والسلوكي، وكيفية تطبيقه في المصحة أو المنزل، فالطبيب هو الفيصل.