الدليل‌ ‌الكامل‌ ‌حول‌ مرض جنون العظمة ‌وما‌ ‌هي‌ ‌أبرز‌ ‌علاماته‌

مرض جنون العظمة من أكثر الأمراض النفسية انتشارًا، لكنها أكثرها تعقيدًا حيث لا يمكنك معرفتها بسهولة، لما يختلط على الناس كونه مرضًا يستدعي العلاج أم لا؟ لذا عادة ما يتساءل الناس عن علاج ‌مرض‌ ‌جنون‌ ‌العظمة، ويبدو الأمر مربكًا للبعض في تحديد شخصيات جنون العظمة على وجه الدقة، لذا نستعرض في هذا المقال الدليل الكامل حول ‌مرض‌ ‌جنون‌ ‌العظمة وما هي أبرز علاماته.

ما هو ‌‌‌مرض جنون العظمة؟

جنون العظمة أو البارانويا، هو شعور الشخص أنه محط اهتمام الجميع وأن كل الناس يتهافتون للحصول عليه بشكل دائم، ويعاني من عدم الثقة في الآخرين، وغير مبالٍ بتكوين علاقات اجتماعية، أو علاقة واحدة قوية، وبعض فحص العديد من الحالات تأكد وجود ارتباط بين اضطراب الشخصية والفصام وجنون العظمة.

أعراض ‌مرض‌ ‌جنون‌ ‌العظمة

أعراض ‌مرض‌ ‌جنون‌ ‌العظمة قد تكون بسيطة في بعض الحالات وشديدة في حالات أخرى، وذلك حسب يتوقف على السبب وراء الإصابة بـ جنون العظمة، وتشمل هذه الأعراض:

• عدم الثقة في الآخرين.
• لا يتقبل النقد.
• العدائية والعدوانية.
• كثير الجدال.
• صعوبة التفاهم أو التفاوض معه.
• يتعرض للإهانة.
• لا يغفر الأخطاء ولا ينساها.
• يظن أن الناس تغتابهم باستمرار.
• الحساسية المفرطة.
• يعتقدون أن الناس تخدعهم ويكذبون عليهم.
• صعوبة تكوين علاقات اجتماعية.
• العالم مخيفًا دائمًا.
• الشعور بالاضطهاد من العالم.
• يصدق أن هناك مؤامرة عليه، “نظرية المؤامرة”.

ما الذي يسبب جنون العظمة

ليست هناك أسباب واضحة لـ جنون العظمة، بينما هناك نظريات تقول أن السبب يمكن أن يكون الآتي:

الجينات

أوضحت عدة دراسات أن ثمة رابط جيني للإصابة بجنون العظمة، لكن العوامل الوراثية للبارانويا غير مؤكدة.

كيمياء الدماغ

في حين أن كيمياء الدماغ أو الناقلات العصبية في المخ هي المسؤولة عن المشاعر والأفكار، فإن إدمان بعض العقاقير قد يؤثر على أنظمة المخ مما يدعم الإصابة بـ جنون العظمة، مثل “الأمفيتامينات، الماريجوانا، الكوكايين“، مما جعل العلماء يعتقدون أن اضطرابًا يوكيميائيًا قد يكون سببًا لـ البارانويا؟

التعرض للصدمات النفسية

قد ينتج جنون العظمة من التعرض للإهانة في مرحلة الطفولة، أو عيش صدمات عاطفية عنيفة أثرت على طريقة التفكير والشعور.

الإجهاد الحاد

أثبتت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون للضغوطات المستمرة والتوتر بشكل كبير هم الأكثر إصابة بـ جنون العظمة، من بينهم أسرى الحرب، فقد يؤدي التوتر الشديد والضغط العصبي إلى تغيير كيمياء الدماغ.

كيف يتم تشخيص  مريض جنون العظمة؟

قد تجد صعوبة في تشخيص جنون العظمة، ويرجع ذلك إلى الشعور الدائم بعدم الثقة في الآخرين، وهذا شائع في حالات الخرف أيضًا، كذلك يتجنب مريض البارانويا الذهاب إلى الطبيب أو إلى المستشفى خوفًا من التعرض للأذى من قبل الآخرين، وبشكل عام يعتمد التشخيص على:

• التاريخ الطبي.
• توقيع الكشف البدني.
• تقييم الأعراض الواضحة.
• الاختبارات النفسية.
• الاختبارات الخاصة باستبعاد الأمراض النفسية الأخرى التي لها نفس الأعراض.

علاج مرض جنون العظمة

ليس هناك علاج لـ مرض جنون العظمة بشكل مطلق، ولكن يتم استخدام طرقًا علاجية تساهم في خلف نوعًا من التكيف بين المريض والأعراض حيث يتمكن من التعامل مع الحياة بشكل أسهل وأكثر سعادة، كذلك يتوقف نوع العلاج حسب شدة الحالة، ويتضمن العلاج ما يلي:

العلاج الدوائي

يتم استخدام العقاقير المضادة للذهان، والمضادة للقلق في علاج البارانويا، وذلك في حالة لم يرفض المريض تناول هذه الأدوية خوفًا من أن تصيبه بأذى.

العلاج النفسي

يهدف العلاج النفسي إلى تسهيل تعامل المريض مع الأعراض، ولكن عادة ما يرفض مريض جنون العظمة التحدث إلى الطبيب بأريحية وثقة، وذلك قد يؤخر المضي قدمًا في طريق الشفاء.

تعلم مهارات التأقلم

في هذه الطريقة العلاجية يتم تدريب المريض على كيفية التأقلم مع المجتمع والانخراط به، من خلال تعرضه للاسترخاء وضبط السلوك وتخفيض القلق.

المصحة النفسية

يتوجب دخول المريض لـ المصحة النفسية في حالة الأعراض الشديدة، ليظل بها فترة حتى تتحسن حالته.

ما هي النظرة المستقبلية للأشخاص المصابين بجنون العظمة؟

تكون النظرة المستقبلية للأشخاص المصابين بجنون العظمة جيدة إلى حد كبير في حالة تقبلهم الخضوع لـ العلاج، وبالرغم من ذلك قد يتطلب العلاج وقتًا أطول، سواء نفسيًا أو دوائيًا.

وفي حالة مريض جنون العظمة الذي يجعل عدم ثقته بالآخرين تحول دون تلقي العلاج فإن هذا يضاعف من صعوبة الشفاء.

الفرق بين القلق وجنون العظمة

ليس هناك ثمة فرق كبير بين القلق وجنون العظمة، فإن كلاهما يؤدي إلى الآخر، بمعنى أن في حالات اضطراب القلق قد يؤدي بك الأمر إلى الإصابة بالبارانويا وكذلك قد يجعلك جنون العظمة تصاب باضطراب القلق.

وهنا توقف لحظة عن الارتياب في نفسك، لأن جميعنا يشعر بالقلق في أحيان كثيرة، عادة عندما نمر بمواقف بعينها، مثل فقدان الوظيفة أو انتهاء علاقة، وعندما نذهب إلى حفلة ما فـ إننا نقلق بشأن نظرة الاس لهندامنا وأناقتنا، أو أثناء الحديث أمام جمع من الأشخاص فـ إننا نقلق حيال حكمهم على مانقول أو على طريقة تصرفنا.

العض يشير إلى هذه الأشياء أنها جنون العظمة، لكننا جميعًا نملك تلك الأفكار في الكثير من الظروف، لذا لا يطلق على هذا النوع من القلق بارانويا إلا في حالة اقتناعك التام بنسبة 100 في المائة بشكل أعراض جنون العظمة مهما كانت ظنونك غير منطقية.

كيفية التعامل مع مرض جنون العظمة

ثمة صعوبة كبيرة في التعامل مع مرض جنون العظمة، من قبل المقربين من المريض، حيث تعود الأعراض بالضرر على الأشخاص المحيطين به، لذا نقدم لك بعض النصائح التي قد تساعدك في تجنب تلك الأضرار:

• لا تجعل أفكاره تسيطر عليك.
• تحلى بضبط النفس في التعامل معه، حتى لا ينفر منك.
• لا تترك نفسك لليأس وتأكد أن هناك الآلاف غيرك يعانون مع أشخاص مصابون بجنون العظمة.
• ثقف نفسك حول المرض وتعلم من تجارب الآخرين في ظروف مماثلة.
• ناقشه برفق أن أفكاره خاطئة.
• أقنعه بأهمية تلقي العلاج ليصبح أفضل لأنك تحبه.
• لا تخجل منه أمام الآخرين وادعمه دائمًا.

الأسئلة الشائعة حول مرض جنون العظمة

هل جنون العظمة مرض نفسي؟ 

يقوم الأطباء بـ إدراج جنون العظمة في قائمة الأمراض النفسية التالية:

• اضطراب ثنائي القطب.
• اضطرابات الشخصية النرجسية.
• اضطرابات الشخصية العدائية.
• الانفصام.
• اضطرابات القلق.

الخلاصة.. بعد أن عرضنا لكم الدليل الكامل حول مرض جنون العظمة، عليك أن تبادر في اتخاذ خطوة إيجابية تجاه الأشخاص المصابين بـ البارانويا، وتكون مشجعًا له على تلقى العلاج وفي حالة الأعراض الشديدة قم بالتوجه فورًا لأقرب مصحة نفسية، ونرشح لكم دار الأمل للطب النفسي حيث تلتقون بـ نخبة من الأطباء والأساتذة وأعلى نسبة شفاء في الوطن العربي.