المازوخي

كثيرا ما نسمع عن مصطلح المازوخية أو المازوخي ، والأشخاص المازوخيين الذين يتلذذون بالألم وكثيرا ما ظهرت المازوخية في السينما في صورة ساخرة، ولكن دون التطرق للمشاكل والمضاعفات التي قد يعاني منها المريض، ولفهم ذلك علينا أن نفهم أكثر عن تفاصيل الاضطراب و أسبابه وأعراضه وطرق علاجه.
ما هي الشخصية المازوخية؟
هي الشخصية التي يرتبط لديها الإشباع بالألم والشعور بالانحطاط و يستمتعون بإنكار ذاتهم، وترتبط المازوخية أو ما يعرف أيضا بالماسوشية في أذهان الناس بالجنس، ولكن هناك أيضا المازوخية النفسية، حيث تلقي بظلالها على سلوك الشخص وطريقة تعامله مع الحياة اليومية وطريقة تفكيره في الأمور المختلفة، فيبحث بشكل دائم عن طرق لتعذيب نفسه في الحياة اليومية يعيشون بشكل دائم في معاناة.
أسباب اضطراب الشخصية المازوخية
لم يحدد العلماء أسباب رئيسية لتكون الشخصية المازوخية، ولكنهم وضعوا عدة تفسيرات و نظريات مثل :
- العنف الأسري : إن تسلط الأبوين و فرضهم الدائم للسيطرة على الطفل و إهانته الدائمة و إجباره على فعل ما يرغبوا هم في فعلهقد يجعل الطفل وخاصة الذكور في نهاية الأمر تحبس بداخله شخصيته الحقيقية ويفقد القدرة على التعبير عن نفسه، و لا يجد راحته إلا في الشعور بالمذلة والمهانة.
- حوادث العنف الجنسي: إن التعرض لحادثة تحرش أو اغتصاب أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بهذا النوع من الاضطرابات وخاصة الإناث، فهي تشعر أنها المذنبة و هي من تسبب في هذه الحادثة، مما يجعلها تفضل الإنعزال والبقاء سجينة بداخل نفسها.
- مشاهدة الأفلام الإباحية: إن التعرض للمواد الإباحية مبكرا وما تتضمنه من أفكار وميول غريبة قد يكون أحد الدوافع وراء تبني هذه الميول.
- الكبت والقمع : إن كبت الأفكار والتخيلات الجنسية الممنوعة أو رفضها، تصبح مع مرور الوقت أكثر إلحاحا بالترافق مع إنها محرمة وممنوعة ، وعندما يتمكن الشخص من تطبيقها ومعايشتها يشعر بالإثارة و اللذة، فيرتبط بتلك الرغبات ويستمر في ممارستها.
- الهروب من الواقع: أحيانا يلجأ البعض لهذه الممارسات كنوع من الهروب من الواقع الذي يعيشه وهو رافض له، فيبدأ في تطبيق هذه السلوكيات القابعة في مخيلته مع أشخاص آخرين.
تعرف على : اضطراب الشخصية الوسواسية وخطوات العلاج |
ما أعراض اضطراب الشخصية المازوخية
يتسائل الكثير ما هي علامات الشخصية المازوخية، أو كيف يمكن تمييزها ومعرفة الشخص المازوخي، هذه أبرز الأعراض التي قد تشير إلى وجود إضطراب الشخصية المازوخية:
- الاستمرار في العلاقات المؤذية
- رغبة دائمة في إيذاء النفس
- تعمد البقاء بداخل دائرة من الإرهاق النفسي
- الاستمتاع بتعذيب وجلد الذات
- لا يعرف الاستمتاع بالوقت
- التخلص من الصداقات والعلاقات الاجتماعية الجيدة لأسباب بسيطة
- التسامح اللامحدود مع الشخصيات المؤذية
- رفض الأشخاص الذين يعاملوهم بلطف
- اليأس والإحباط فيما يتعلق بالمستقبل
- النقد الدائم وجلد الذات
- يمتنع عن الدفاع عن نفسه
- الشعور بالفخر كلما تحمل العلاقات المؤذية
- الرضا الدائم عن المعاناة والحياة في عذاب نفسي مستمر
- يرفض خوض التجارب الممتعة ويقف في طريق سعادته
- الاكتئاب في المواقف الإيجابية و الشعور بالذنب والألم
- دائم التبرير والتحجج بدون داعي
- تناول الطعام بكميات كبيرة حتى الشعور بالألم
- التهرب من تحقيق الأهداف عند الاقتراب من ذلك
- التهرب من العلاقات الناجحة
تعرف علي : أعراض اضطراب الشخصية الاعتمادية |
كيف يشخص اضطراب الشخصية المازوخية؟
عادة ما يشخص الإنسان بأنه مصاب باضطراب الشخصبة المازوخية إذا توافرت فيها الصفات التالية :
- يكتئب ويشعر بالذنب كلما مر بموقف إيجابي
- يتعمد إغضاب من حوله و يدفعهم لسوء معاملته ثم يشعر بالذنب بعد ذلك
- يرفض الاستمتاع بالحياة ويتجنب الشعور بالسعادة
- يعجز عن انجاز مهامه الشخصية بالرغم من قدرته على ذلك
- يستمتع بالضحية الكبيرة في سبيل الآخرين دون أن يطلبوا ذلك
- يتجنب التعامل مع الأشخاص التي تعامله بلطف و مودة
- من المهم أن تكون تلك السلوكيات ليست ناتجة عن التعرض لحادثة كالاعتداء الجسدي، أو بسبب نوبات الإكتئاب
- ينجب للمواقف والاشخاص الذين يسيئو معاملته ويتسببون في إحباطه و شعوره بالفشل.
- يرفض أي شخص يحاول مساعدته
تعرف علي : كيف يتم تشخيص الشخصية الفصامية |
المازوخية الجنسية وكيفية التعامل معها؟
تعرف المازوخية الجنسية بأنها استمتاع الشخص بالأنشطة الجنسية التي تتضمن الضرب والإذلال والتقييد أو الإساءة بأي طريقة أخرى لتجربة الإثارة الجنسية، ولتشخيص الشخصية بأنها مازوخية يجب أن تستمر تلك السلوكيات والتخيلات لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
ويعاني الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية المازوخية من العديد من المشاكل بسبب هذه الميول، وإذا لم تحدث تلك المشاكل أو لم يشعر الشخص بالضيق أو القلق و الخجل أو الذنب بسبب هذه الميول، فإنه يعتبر مجرد شخص لديه ميول واهتمامات جنسية مازوخية، ولا يشخص بالاضطراب.
يمكن علاج المازوخية الجنسية من خلال العلاج النفسي الذي يهدف لمعرفة السر وراء هذه السلوكيات المؤلمة والعمل على حلها، فالعلاج السلوكي المعرفي يهتم بإعادة هيكلة الأفكار والمعتقدات التي تدفع الشخص لممارسة هذه السلوكيات المؤذيةو تعليمه مهارات جديدة تساعد في مقاومة الإلحاحات الجنسية.
انواع الشخصية المازوخية
حدد عالم النفس “ثيودور ميلون” 4 أنواع للشخصية المازوخية :
الشخصية القوية : صاحب هذه الشخصية غير أناني تماما بصورة تدعو للفخر، منكر لذاته، ومضحي بنفسه، يتعامل مع الحياة بزهد؛ صالح إلى درجة القداسة، ويجب أن يدرك الآخرون الولاء والإخلاص، وينتظر الشكر والتقدير للإيثار والتسامح.
الشخصية التملكية : صاحب هذه الشخصية يسحر و يتملك الآخرين بالغيرة و فرط الحماية، يحاصر الأشخاص من حوله ويتولي السيطرة عليهم حتى ينتصر ويستحوز عليهم
الشخيصة المعطلة للذات : هو عدو للنجاح، حيث ينتصر من خلال الهزيمة، يشعر بالامتنان في المصائب الشخصية، والفشل، والإذلال، والمحن، يحب أن يلعب دور الضحية المهانة.
الشخصية المضطهدة : تعيش تجارب بؤس حقيقية، وتتسم باليأس والمشقة والكرب والآلام المبرحة، والمرض، يستخدم أصحاب هذه الشخصية المظالم لخلق الشعور بالذنب في الآخرين، يعفي نفسه دوما من المسئولية حتى يتجنب الشعور بالاستياء والضيق، ويحملها للـ”ظالمين”.
المازوخية المعنوية والنفسية
تختلف المازوخية النفسية أو المعنوية عن المازوخية الجسدية، فهي ظاهرة شعورية وعادة لا يعرف صاحب هذه الشخصية أنها مازوخي، ويجهل أنه من يصنع آلامه بيده ، وغير مدرك لحقيقة أن هذه الآلام وسيلة خاصة لإشباع حاجات ليبدو مقيد، ويحتاج صاحب الشخصية المازوخية النفسية لعمل طويل وعلاج نفسي تحليلي يستلزم وقت طويل حتى يدرك مازوخيته.
يختار المازوخي الألم لاشعوريا، وأحيانا يستخدم بشكل لاإرادي تلك الآلام لتحقيق إشباعات محظورة وإما لإحلاله محلها، ومن المهم إدراك أن الألم بالنسبة للمازوخي النفسي ما هو إلا وسيلة وليس هدف بحد ذاته.
درجات المازوخية
تختلف درجات المازوخية من شخص إلى آخر ويمكن تصنيفها من حيث درجة حدتها كالتالي:
ضعيفة : هي نسبة بسيطة من المازوخية يتلذذ صاحبها بالخوف مثل مشاهدة أفلام الرعب أو الألعاب الخطيرة في الملاهي.
متوسطة: يتقبل فيها المازوخي السب والتحقير والضرب دون إبداء أي مقاومة، بل ويشعر بالمتعة خلال ذلك
شديدة ومستعصية : يبدأ المازوخي بطلب الأذية من الآخرين أو استفزازهم حتى يتوجه الشخص له بالسب والإهانة والضرب، كما يمكن أن يجرح نفسه وقد يصل الأمل بالمازوخي هنا أن يصاب بالكسور أو يعرض حياته لخطر الموت.
مضاعفات المازوخية
في حالات المازوخية الشديدة يظل المريض يستجذب الأذى لنفسه إما من قبل الآخرين أو يقوم بذلك بنفسه، و يتطور الأمر حتى يصل إلى مضاعفات خطيرة تؤدي إلى التالي:
- الإصابة بالإكتئاب والانزعاج العصبي
- اضطرابات الحياة الاجتماعية.
- الوقوع في العديد من المشاكل المادية.
- الوقوع في إدمان المخدرات والكحوليات.
- الكثير من الأعراض الجسدية مثل اضطراب نبضات القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
- إصابات جسدية بالغة و تشوهات
- التعرض لحوادث قد تؤدي للوفاة
كيف يجب التعامل مع المصاب بالمازوخية؟
إن التعامل مع الشخصيات المازوخية يحتاج للإنتباه والحذر الشديد، فهو لا يحتاج للحماية من الآخرين فقط وإنما من نفسه، فهو لا يتردد مطلقا في إحداث الأذى بنفسه حتى يتلذذ بالألم، وإن كان الثمن هو حياته، لذلك من المهم أن يقوم جميع أفراد الأسرة والأصدقاء والمقربين مساعدته من خلال التالي:
- إبعاده عن الأفكار السلبية
- دمجه في ممارسة الأنشطة المختلفة كالرياضة وإشغال وقته قدر المستطاع
- عدم تعنيفه أو الهجوم عليه
- تشجيعه على تلقي العلاج من الطبيب النفسي المختص
كيف أتعامل مع زوجي المازوخي؟
عادة ما تظهر المازوخية الجنسية في بدايات الزواج، حيث يحتاج المصاب للألم الشديد حتى يشعر بالإشباع الجنسي، وفي حال اكتشاف أن زوجك مازوخي من المهم احتوائه وعدم الهجوم عليه و لومه، و توجيهه لتلقي العلاج من متخصص.
وننصح أيضا الزوجات اللاتي اكتشفن مازوخية أزواجهن بضرورة كتمان ذلك والحفاظ على هذا السر فيما بينهم، فإفشائه بين باقي أفراد الأسرة والناس قد يتسبب في تدهور حالته و يضر العلاج
طرق علاج المازوخية
علاج المازوخية يجب أن يتم من خلال تطبيق العلاجات التالية:
العلاج النفسي
جلسات العلاج النفسي والتأهيل السلوكي والمعرفي لها تأثير فعال في علاج المازوخية، حيث تساعد المصاب في معرفة الأسباب والدوافع الكامنة بداخله والتي تدفعه للاستمتاع بالألم، و علاجها، كما تساعد في تعديل طريقة تفكيره ونظرته للحياة ، وتأهيله للإندماج مرة أخرى في الحياة وتجربة الاستمتاع بها وقضاء وقت جميل بدلا من الاستمتاع بالألم.
الأدوية
يوصي بعض الأطباء بتناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية خلال علاج المازوخية، مثل أدوية تقليل مستويات هرمون التستوستيرون لتقليل الانتصاب، أو الأدوية المضادة للاكتئاب لتقليل الدافع الجنسي بشكل عام، ولا يجب أن يحدث ذلك إلا تحت إشراف الطبيب.
تعرف علي : علاج انفصام الشخصية ونصائح للمساعدة |
اختبار الشخصية المازوخية
عادة ما يقوم الطبيب النفسي خلال جلسات التأهيل المعرفي والسلوكي بإلقاء عدة أسئلة على الشخص، ومن خلال إجاباته يستطيع تشخيص ما إذا كان يعاني من اضطراب الشخصية المازوخية أم لا، وعادة ما تحتوي تلك الأسئلة على مجموعة من المواقف و الافتراضات و يطلب من الشخص تحديد كيف سيكون تصرفه أو شعوره خلالها، كما ترصد بعض الأسئلة النظارة لاتي ينظر بها الشخص للحياة .
وإذا كنت تشكل في أنك ليد اضطراب الشخصية المازوخية وترغب في التأكد بشكل سريع قم بالاجابة على الأسئلة التالية :
- هل تطلب من شريكك خلال العلاقة الجنسية أن يقوم بممارسات تسبب لك الألم ؟
- ماذا تشعر بالرضا حينما يوجه لك أحدهم الإهانة أو التوبيخ ؟
- حينما يحدث أمر سعيد لك هل تفكر بشكل سلبي وتستدعي مشاعر حزينة؟
- هل تشعر بالرضا عن نفسك كلما قمت بالتضحية من أجل الناس وأسرفت في العطاء؟
- هل تشعر بالذنب بشكل دائم كلما مررت بموقف إيجابي
- هل تهتم بمساعدة الآخرين في إنجاز مهامهم حتى لو لم يكن لديك وقت لانجاز مهامك أنت؟
- إذا قام أحدهم بضربك هل تلتزم الصمت؟
- هل ترى نفسك ضعيف ؟
إذا كانت إجاباتك بنعم أربعة أو أكثر فعلى الأغلب أنت تعاني من اضطراب الشخصية المازوخية .
اسئلة شائعة
ما الفرق بين المازوخية والماسوشية؟
لا يوجد فرق بين المازوخية والماسوشية فكلا المصطلحان يشيران إلى استمتاع الشخص بالألم والإهانة
ما هي مدة علاج اضطراب الشخصية المازوخية ؟
قد يحتاج علاج المازوخية سنوات طويلة والعديد من الجلسات النفسية لعلاج الأفكار والسلوكيات التي اعتاد عليها المصاب والتي جاءت نتيجة لما عاشه الشخص خلال طفولته.
أقرأ ايضًا :