كل ما تود معرفته عن الاضطراب الفصامي العاطفي وكيف تتعامل معه
اضطراب الفصام العاطفي هو من أشد الاضطرابات النفسية والعقلية، حيث يواجه فيها المريض هلاوس وضلالات عنيفة تجعله منفصل عن الواقع من حوله، وقد يعرض حياة المريض للخطر بسبب الأفكار الانتحارية المتكررة، فما هو هذا الاضطراب ومن هم الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة به، وكيف يمكن علاجه؟ هذا ما سنتعرف عليه خلال هذه المقالة.
ما هو الاضطراب الفصامي العاطفي
الاضطراب الفصامي العاطفي هو اضطراب نفسي يعاني فيه المريض من أعراض الفصام مثل الهلاوس والضلالات، إلى جانب أعراض اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب و اضطراب ثنائي القطب.
حتى الآن لا يعرف العلماء تحديدا ما إذا كان الاضطراب الفصامي العاطفي مرتبطا بالفصام أو اضطرابات المزاج، ولكن عادة ما ينظر إليه باعتباره مزيج بين النوعين.
ويعد الاضطراب الفصامي العاطفي اضطراب مزمن، فبالرغم من قدرة العلاج على إدارة أعراضه والتعامل معها، إلا أن كثيرا من المرضى يتعرضون للانتكاسة، كما يعانون من مشاكل تعاطي المخدرات.
من الاشخاص المعرضون له
عادة ما تبدأ أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي في أواخر سنوات المراهقة، ما بين سن 16 و 30 عاما، والنساء هم الأكثر عرضه للإصابة بهذا الاضطراب من الرجال، كما أنه نادر عند الأطفال.
توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي، وإليك قائمة بالأشخاص الأكثر عرضه للإصابة بذلك الاضطراب :
من لديه تاريخ وراثي :
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي يتضمن إصابة أحد الوالدين أو الأشقاء بالفصام أو اضطراب ذهاني، أو غيرهم من الاضطرابات يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي.
مدمني المخدرات :
الأشخاص الذين يتعاطون الأدوية المخدرة، وبعض الأدوية والعقاقير المؤثرة على الدماغ يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي.
ضحايا الصدمات العنيفة :
الضغط والتوتر وكذلك التعرض لصدمات و حوادث عنيفة وقاسية من الممكن أن يتسبب في الإصابة بأعراض الفصام كالهلاوس والضلالات، أو اضطراب ثنائي القطب ونوبات الهوس، لذلك فإن ضحايا الصدمات العنيفة يعتبروا من الأشخاص الأكثر عرضه للإصابة بهذا الاضطراب.
مشاكل كيمياء الدماغ :
قد يصاب الشخص بـ الاضطراب الفصامي العاطفي نتيجة حدوث تغيرات في دوائر الدماغ المسؤولة عن المزاج والتفكير، كما أن الأشخاص المصابين بمستويات منخفضة من مادة الدوبامين في الدماغ يمكن أن يصابوا بالاضطراب الفصامي العاطفي.
اليك ايضا : 5 من أنواع مرض الفصام وكيفيه علاج الفصام
ما هي أنواع الاضطراب الفصامي العاطفي
هناك عدة أنواع من الاضطراب الفصامي العاطفي، وهي :
النوع الهوسي :
يعاني المريض في هذا النوع من الاضطراب الفصامي العاطفي من أعراض ذهانية وهوس تحدث خلال نوبة واحدة.
النوع الاكتئابي :
يعاني المريض في هذا النوع من أعراض ذهانية و اكتئابية تحدث في نفس الوقت خلال نوبة واحدة.
النوع المختلط :
هنا يعاني مريض الاضطراب الفصامي العاطفي من أعراض ذهانية مصحوبة بأعراض هوس واكتئاب، ولكن أعراض الذهان مستقلة وغير مرتبطة بأعراض الاضطراب ثنائي القطب.
إذا ما هي علامات الإصابة به
علامات الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي تختلف من شخص إلى آخر، كما أنها تختلف في قوتها ما بين خفيفة وشديدة، فإليك أهم هذه العلامات :
الأوهام :
يعاني مريض الاضطراب الفصامي العاطفي من معتقدات وأفكار خاطئة غريبة، وفي بعض الأحيان يرفض المصاب تغييرها حتى بعد الحصول على الحقائق.
الاكتئاب :
تعد أعراض الاكتئاب مثل الحزن العميق واليأس وانعدام القيمة من علامات الاضطراب الفصامي العاطفي.
الهلاوس :
الشعور بأشياء غير حقيقية و رؤية خيالات، وسماع أصوات لأشخاص غير موجودين في الواقع من علامات الاضطراب الفصامي العاطفي.
إهمال العناية الشخصية :
يهمل مريض الاضطراب الفصامي العاطفي نظافته ويتوقف عن العناية بمظهره.
نوبات الهوس :
يعاني المصابون به من نوبات هوس أو قفزات مفاجئة في مستويات الطاقة أو السعادة أو في الأفكار، أو القيام بسلوكيات محفوفة بالمخاطر.
مشاكل في التواصل والكلام :
من علامات الاضطراب الفصامي العاطفي وجود مشاكل في الكلام والتواصل، حيث يعطي المريض إجابات جزئية للأسئلة أو يعطي إجابات خارج سياق الموضوع.
المشاكل الإجتماعية :
يعاني المصاب بذلك الاضطراب من مشاكل في العمل أو المدرسة أو الأماكن الاجتماعية.
ما هي مضاعفاته إذا ترك بدون علاج
في حالة عدم علاج الاضطراب الفصامى العاطفي فإن المريض معرض للإصابة بالمضاعفات التالية :
- العزلة المجتمعية والوحدة.
- الصراعات والمشاكل الأسرية.
- الإصابة بـ اضطرابات القلق.
- إدمان المخدرات والكحول.
- الفقر والتشرد.
- الإصابة بمشكلات صحية عديدة.
- الانتحار.
إليك أهم طرق التعامل مع الشخص المصاب بالاضطراب الفصامي العاطفي
إذا كان أحد المقربين إليك مصابا بذلك الاضطراب فعليك أن تعلم أن الدعم من قبل أفراد الأسرة والأصدقاء يلعب دورا كبيرا في مساعدة المصابين بهذا الاضطراب على التعافي والتقليل من احتمالية تعرضهم لمزيد من النوبات،لذلك إليك اهم طرق التعامل:
تعرف على الاضطراب جيدا :
أول خطوة للتمكن من التعامل مع مريض الاضطراب الفصامي العاطفي هي القراءة عن هذا الاضطراب وفهمه جيدا والتعرف على أعراضه، مثل تقلبات المزاج ونوبات الهوس والهلاوس والضلالات، وذلك حتى تتمكن من التعامل معها.
توقع الانتكاسات :
يجب أن تكون واقعيا فلا تنتظر نتائج عالية، فهذا مرض عقلي صعب، ضع أهدافا صغيرة و اسعى لتحقيقها، وتوقع الانتكاسات واستعد لها.
تمكين مريض الفصام العاطفي :
لا تتحمل كامل المسؤوليات بدلا من الشخص المصاب به، قم بمساعدته وتمكينه من القيام بها ليصبح مستقل بالرغم من مرضه.
اطلب الدعم :
رعاية مريض الفصام العاطفي أمر شاق جدا، أطلب الدعم والمساندة ممن حولك، وكذلك حاول أن تحصل على الدعم النفسي من أحد المتخصصين ولا تهمل نفسك.
تجنب التوتر والضغوط :
حاول أن تخلق بيئة هادئة ليعيش فيها المريض وتجنب الضغوط والمواقف المسببة للتوتر، فمريض الفصام العاطفي يصاب بالقلق والتوتر بسرعة.
كيف يتم تشخيصه
حتى الآن لا يوجد اختبارات معملية محددة لتشخيص الاضطراب الفصامي العاطفي، لذا فإن تشخيص هذا الاضطراب يعتمد على سؤال الطبيب في البداية عما يأتي :
- تاريخ المريض الطبي.
- أسئلة متنوعة عن تاريخ المريض النفسي.
- اختبارات مختلفة مثل تصوير الدماغ.
- اختبارات الدم للتأكد من عدم وجود مرض آخر مسبب للأعراض.
الاختبارات السابقة تهدف إلى التأكد من عدم وجود سبب عضوي للأعراض التي يعاني منها المريض، بعد ذلك يتم إحالة المريض إلى الطبيب النفسي، الذي يقوم بدوره بتشخيص الحالة، وذلك من خلال أدوات مقابلة وتقييم مصممة خصيصا لتقييم شخص مصاب باضطراب ذهاني.
و يعتمد تشخيص ذلك الاضطراب علي وجود ما يلي :
- فترات مرض مستمرة.
- التعرض لنوبات الهوس أو الاكتئاب أو مزيج بينهما.
- الإصابة بأعراض مرض الفصام.
- ظهور أعراض الذهان لفترتين على الأقل، وتستمر كل فترة لمدة أسبوعين على الأقل، على أن تحدث إحدى النوبات دون أعراض اكتئابية أو هوس.
قد يهمك معرفة : هل مريض الفصام مجنون؟
إذا ما هو علاج اضطراب الفصام العاطفي نهائيا
علاج اضطراب الفصام العاطفي يشمل عدة علاجات تحدد وفقا لما يقرره الطبيب المعالج :
العلاج الدوائي :
يصف الطبيب أدوية وعقاقير طبية تعالج أعراض مريض الفصام العاطفي، مثل :
- أدوية علاج الاكتئاب.
- أدوية اضطراب ثنائي القطب.
- مضادات الذهان.
العلاج النفسي :
يساعد العلاج النفسي وجلسات التأهيل المعرفي السلوكي في مساعدة مريض الفصام العاطفي في التعرف على مرضه، وتحديد أهدافه، كما يؤهله للتعامل مع المشاكل اليومية المتعلقة بالاضطراب، كما يلعب العلاج الأسري دورا كبيرا في تحسين علاقة المصابين بالفصام العاطفي مع أفراد أسرتهم.
الاستشفاء :
بعض حالات الفصام العاطفي تتدهور للحد الذي يحتاج فيها المريض إلى أن يتم احتجازه في المستشفى ليتلقى الرعاية الطبية اللازمة، خاصة في حالة الإقدام على الانتحار أو إيذاء الآخرين.
العلاج بالصدمات الكهربائية :
في حالة عدم الاستجابة للأدوية والعلاج النفسي، قد يحتاج بعض المرضى إلى تلقى الـ علاج بالصدمات الكهربائية، وهو علاج آمن تماما، ويحقق نتائج جيدة في علاج الفصام العاطفي.
اليك اهم الأسئلة الشائعة التي تدور بين اذهان الكثير حول اضطراب الفصام العاطفي
هل الاضطراب الفصامي العاطفي يزداد سوءا مع تقدم العمر؟
بالرغم من أن الفصام العاطفي حالة مزمنة، إلا أنه يمكن أن تقل الأعراض أكثر فأكثر مع التقدم في العمر.
هل الاضطراب الفصامي العاطفي وراثي؟
في حالة إصابة أحد الوالدين أو الأخوة بالاضطراب الفصامي العاطفي فإن الشخص تزداد فرصة إصابته بالاضطراب.
لماذا مرضى الفصام ينتحرون؟
العديد من مرضى الفصام العاطفي يقدمون على الانتحار بسبب تعرضهم للهلاوس السمعية المعنفة بشكل دائم والتي تحرضهم على إيذاء النفس والآخرين والإقدام على الانتحار.